"مدونة " علي الغفيلي .. الغــــــــــربة ...

" الغــربـــــــــــــة "
لماذا ينعتو نها بقولهم .. الغربة مُرَّه لأنها وبكل بساطة .. تسير حياتك بشكل طبيعي .. حتى تُجرب "الغربة" .. وهنا المنعطف الذي تتغير فيه حياتك. إذ تغتربُ أنت .. قبل أن تغترب مشاعرك وأحساسيك .. وحتى طباعك القديمة تُصبح غريبة !! شعورٌ مُضطرب هو ومُـتضاد لا يَحسُّه إلا المُغترب .. إذ تكره الغربة أشدَّ من كره اليتيم لقاتل أبيه .. حتى إذا عُدتَ لبلدك .. و تظاهرتَ أو إشتقت فعلاً لتلك "الغربة" اللعينة – إن جاز التعبير- ما أن تبدأ رحلتك أو غربتك .. أو هربك من واقع ٍ مـا .. حينها .. لا يُصبح لديك وطنٌ واحدٌ .. فأنت تضيفُ له ثانٍ وثالث !! وطنك وَ روحك وَ متعلقاتك الشخصية .. وبقية الأماكن .. هي مجرد ذكريات !!
فالغربة مدرسةٌ إستفاد منها الكثير .. لكنهم قلة هم الذين نجحوا في عَـسْرِها و كثرةٌ هم الذين نجحوا في مُعاندتها .. لكن دونما جدوى!! ففي هذه المعركة أي "الغربة" .. موقعك الإعرابي الوحيد في اللغة - "جارٌّ و مَجرور".
أي أنك ترفع السارية في الغربة وشعارك هو : أن تكون أو لا تكون ؟! لا خيارَ ثالث !! كم أقدّسك أيتها الغربة .. ليس لأني أكرَه موطني أو مَرجعيتي أو مكاني أياً كان .. لكني أحبك حباً جما .. لأنك مُربيةٌ من الطراز الأول وليس لديك إلا أسلوبٌ تربويٌ واحد .. وهو القسوة !!
حين تغترب .. لا تُحاول أبداً أن تُفضفض لصاحبك عن مشاعر الشوق والحنين التي تشعر بها .. فهو يُعاني مثلك تماماً إن لم يفقـْكَ معاناة ً .. فـرِفقاً بقلبه يا صاح !!
المُضحك المُبكي في آن ٍ واحد .. هو أنك قد تـُفاجأ بعد عودتك إلى موطنك .. أن صورته قد تغيرت ,، وأن بهاءَه قد ذهب .. فلا تعجب حينها !! ولا يتراءى لك أبداً .. أنه هو الذي تغير ,، بل هو قلبك .. هي أحاسيسك .. أو مشاعرك .. هي أنماطك وتخيلاتك ونواياك .. هي من تغيرت !!
مُحتملٌ .. أنك ستعود .. وستجد أن "الغربة" قد إقتاتت من قلبك الكثير .. و طمَست من ذاكرتك بعضاً من مُخيْخِـك .. أو راءَت على مُحياك تعابيرَ دهشة أو صدمة .. فلا تحزن !!
من لم يُجرب "الغربة" فسيرته الذاتية .. ناقصه .. علي الغفيلي".

مقطع يوتيوب /https://youtu.be/Iz_upGKgPlE

"مدونة " علي الغفيلي .. الغــــــــــربة ... EDB32547