0000000000
http://quran-m.com/userfiles/image/doma/633px-Zebra_Botswana_edit02.jpgإننا كثيرا ما نقرأ قوله تعالي ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً... ) النحل:66 ولكن كم تأخذ هذه الآية من اهتماماتنا نحن المسلمين في حيز التطبيق علي ارض الواقع ؟
الواقع يقول أن ذلك قد يأخذ منا النذر القليل أو قد لا يأخذ منا شيئا من الاهتمام !!
, ولكن العجيب أن غير المسلمين راحوا يراقبون عالم الحيوان ثم يقومون بتسجيل مشاهداتهم لهذا العالم المفعم بالحياة , و الأعجب منه أنهم راحوا يستفيدون ويعتبرون من هذه المشاهدات , ثم يطبقون كثيرا منها في واقعهم الحياتي ليصبح بذلك واقع ينبض بنبض الحياة !!, والأصل في ذلك أيها الأحبة أننا نحن المعنيون بالخطاب من رب العالمين , وأننا المطالبون بتحقيق ما فيه , وأننا أولي بأخذ العبرة من غيرنا , فالحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق الناس بها.. إننا في حياتنا العملية إذا ما أردنا أن نضرب المثل بضرورة الوحدة والاتحاد محذرين من مغبة الفرقة واثر التفرق في مواجهة الأعداء , فإننا غالبا ما نذكر الحكمة الناطقة علي لسان احد الثيران الثلاثة " أكلت يوم أكل الثور الأبيض" , ولكن عالم الحيوان ملئ بالمشاهد الحقيقة الدالة علي الاتحاد عند مواجهة الأعداء , والتي قد تثير العجب وتدعو إلي الدهشة. فعلي سبيل المثال نجد أن الحيوانات التي تعيش في مجموعات لا تكتفي بإنذار بعضها البعض عند قدوم الخطر بل تشارك أيضا بمجابهته، فمثلا عندما يتجرأ بعض الطيور الجارحة مثل الصقر أو البوم ويدخل مساكن الطيور الصغيرة، نجد أن هذه الطيور تقوم بإرسال رسائل استغاثة , تجتمع علي إثرها الطيور من ذات النوع في المنطقة المحيطة , ثم تقوم بمحاصرة الطير الجارح , ثم مهاجمته بصورة جماعية , الأمر الذي يؤدي إلي إخافته وطرده بعيدا عن مسكن الطيور الصغيرة المقتحم.
أما قطيع الحمر الوحشية فيتصرف بصورة متقاربة من ذلك، فقد سجل العالم البريطاني "جون كودول " في مشاهداته في شرق إفريقيا كيف أن ثلاثة من الحمر الوحشية تخلفت عن القطيع أثناء ترحاله , الأمر لذي أدي إلي محاصرتها من قبل الحيوانات المفترسة , وعندما أحس القطيع بذلك سرعان ما قفل راجعا مهاجما الحيوانات المفترسة بحوافره وأسنانه ونجح القطيع مجتمعا في إخافة هؤلاء الأعداء وطردهم من المكان ..
أما الدلافين التي تعيش في مجموعات تعتمد إستراتيجية جيدة في مواجهة أعدائها من الأسماك المفترسة مثل الكواسج , والتي تشكل خطرا جسيما على صغار الدولفين، فعندما يقترب الكوسج من هذه الجماعة , يبتعد اثنان من الدلافين عن الجماعة ليلفتا انتباه الكوسج إليهما بعيدا عن الجماعة، وعندئذ تنتهز الجماعة تلك الفرصة في الهجوم فجأة موجهة الضربات تلو الضربات إلي هذا العدو المفترس.
http://quran-m.com/userfiles/image/doma/musk_oxen11.jpgولثيران المسك طريقة فريدة للدفاع الجماعي إذا ما حاول عدو مفترس أن يهاجمها , حيث تقوم بتشكيل دائرة فيما بينها جاعلة الصغار في وسط هذه الدائرة , أما الثيران البالغة فتبقي علي حافة الدائرة تجاه العدو المفترس، حيث تخطوا خطوات للوراء جاعلة وجهها نحو العدو، والهدف هو حماية الصغار الذين يبقون داخل هذه الدائرة، وبهذا الشكل الدائري تنجح الثيران البالغة في المحافظة على حياة الثيران الصغيرة، وعندما يهجم أحد الثيران البالغة على هذا العدو سرعان ما يرجع إلى نفس موقعه في الدائرة كي لا يتخلل النظام الدفاعي للجماعة. وسعيا وراء جلب الرزق , فهناك أمثلة أخرى للاتحاد تتبعها الحيوانات أثناء عملية الصيد شبيهة بسلوكها أثناء الحماية والدفاع عن النفس , فطيور البجع تقوم بصيد السمك بصورة جماعية، حيث تشكل نصف دائرة قريبة من الضفة وتضيق من نصف الدائرة هذه شيئا فشيئا , فتدفع الأسماك وتحاصرها باتجاه الشاطئ , ومن ثم تبدأ بصيد الأسماك المحاصرة في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ، وذلك دونما مشاحنة أو تصارع فيما بينهم ..
ولمقاومة هذا الهجوم تقوم هذه السلالة من النحل باستعمال إستراتيجية خاصة للدفاع عن نفسها ,حيث يقوم النحل بوضع بقعا من العكبر اللزج حول مدخل الخلية , وعند اقتراب النمل من الخلية إذا به يلتصق بهذه البقع , وعندما تحاول النملات الأخريات المساعدة على تحرير النمل الملتصق تلتصق هي الأخرى , وهكذا حتى تصبح المنطقة سوداء من جثث النمل الميت , فيقوم النحل بتلطيخ هذه الأكوام من الجثث الملتصقة بالمزيد من العكبر اللزج ومع مرور الزمن تكبر هذه البقع حتى يصبح مدخل الخلية كفوهة بركانية غائرة بين هضاب العكبر المتصلب وأجساد النمل المحنطة ويتم استهلاك هذه الأكوام من قبل يرقات دودة الشمع لاحقا... هذه الأنماط السلوكية التي تبديها الحيوانات من اتحاد و تعاون وتكاتف وتكافل وتضحية تجعل المرء مندهشا ومتعجبا، فإذا كانت هذه الحيوانات الغير عاقلة قد استطاعت أن تعظم من قدراتها الدفاعية والهجومية عن طريق اتحادها وتوحدها فكيف بنا لا نلتفت ولا نعتبر إلي ما ضرب الله لنا به المثل في عالم الحيوان من قوة الوحدة والترابط والاتحاد والتعاون والتكاتف والتكافل فنجعل من ذلك منهج حياة نعتمده في حياتنا ومعاشنا ونطبقه سلوكا نحيا به في الأرض ..
منقوووووووووووول
00000000000000