عندما كنت طفلا في المراحل الابتدائية .. كانت حياتي مدينة ترفيهيه .. كنت ادعى الشقي
مالتعلاعب وصاحب المواقف .. كنت اركض امام اصدقائي وكانت الحياة معي ورديه ..
كان الكبار يبتسمون إلي وانا ابتسم للنور البعيد .. كنت صديق الاشجار وكثير المرح
واصرخ صرخة النجاح .. وعندما خرجت من مدرستي مرتديا عباءة التخرج التفت للصوت
الحاد واذا بجسمي يتطاير في السماء .. والشهادة عليها الدماء .. عيوني في نوم عميق .
لقد مرت السنين .. واصبحت انادى بالمقعد المسكين .. حياتي في زمن الطفولة اراها سينما
في السماء .. اراها وانا في حزن عميق .. نظرت الى الغموض وغموضي في ارض غرفتي ..
ارى والدي والتفت انكسارا .. ولكن اخلاقي في الطفولة استمرت حتى حين .. احب الابتسامة
ومن ذا الصوت الرقيق .. واحظن الاطفال وألعب معهم .. حياتي لم تزل جميله حتى حان الحدث
العظيم !
وانا في مركز التموين وكنت انتظري دوري في الاقتراب من نافذة المطعم .. رأيت تلك الفتاة ..
رأيتها بضمير .. رأيتها وكنت خجلا .. لااعرف كيف اتعرف عليها او اكون بقربها .. نسيت طلبي
وتوجهت لأحد اركان الزهور .. وقطفتها ورميتها لتلك الفتاة وهربت .. اصبح الان عالم الفتاة
في غرابه .. من ذا الذي قطف الورد ورماها إلي ؟ .. قامت وذهبت الى كل مكان .. استعديت
وذهبت بمقعدي مسرعا نحوها .. تقدمت امامها وقلت لها : انا من رماها لك !
صعقت واندهشت واصبحت في حالة من الصدمة الغريبه .. فهمتها وقلت لها بسرعة : اعرف
انني مقعد ولكن سأحقق حلمك على الفور .. سأمشي لأجلك .. اعدك .
وبعدها اشتركت بنوادي عديده والالم بدأ معي مع كل تمرين .. اتألم واتذكرها وتزيد اراداتي وتقوى عزيمتي
.. اتعذب الليالي وقلت هذا من اجلها .. سمعت ان احد اصدقائي اليوم يوم زفافه .. قررت ان احضره
وابدأ بحياتي .. توقفت وفتحت باب سيارتي ودخلت وانا في سرور لمقابلة احد زملائي .. حينها صعقت
امام الملايين .. رأيت ماعجزت عنه سنيني وعباراتي .. عيوني البحريه بدأت بالصغر ..
رأيت صديقي يقبل يدها لانه تزوجها !